تثبيت الحكم في مصر

واجه صلاح الدين تحديات كبيرة في بداية حكمه لمصر، حيث ثارت عليه بعض القبائل والجنود السودانيون. قمع التمرد بحكمة، ثم بدأ في بناء جيش موالٍ له. أسس المدارس السنية وأزال المظاهر الشيعية، مع الحفاظ على استقرار البلاد.

علاقته بنور الدين محمود

كانت علاقة صلاح الدين بنور الدين محمود علاقة معقدة، حيث بدأ يستقل بقراراته في مصر. خشي نور الدين من تزايد نفوذه، وتوترت العلاقات بينهما، لكن وفاة نور الدين المفاجئة عام 569هـ/1174م غيرت المعادلة السياسية تماماً.

السيطرة على دمشق

بعد وفاة نور الدين، سارع صلاح الدين إلى دمشق عام 570هـ/1174م واستولى عليها بحجة حماية مصالح ابن نور الدين الصغير. واجه معارضة من بعض أمراء الزنكيين، لكنه تمكن من كسب تأييد العلماء والجماهير.

التوسع في بلاد الشام

خلال السنوات التالية (570-582هـ/1174-1186م)، وسع صلاح الدين نفوذه في بلاد الشام، فاستولى على حلب وحماة وحمص وبعلبك. واجه مقاومة من أمراء الزنكيين وحلفائهم الصليبيين، لكنه نجح في توحيد معظم المنطقة تحت حكمه.

التحالف مع الخلافة العباسية

حصل صلاح الدين على اعتراف الخليفة العباسي في بغداد بسلطته، مما منحه شرعية دينية وسياسية. أرسل الهدايا إلى الخليفة، ونشر المذهب السني في المناطق التي سيطر عليها.

إصلاح النظام العسكري

أعاد صلاح الدين تنظيم الجيش، واعتمد على المماليك الأتراك والأكراد. بنى القلاع والحصون، وأنشأ أسطولاً بحرياً. اهتم بتدريب الجند وتجهيزهم، مما جعل جيشه من أقوى جيوش المنطقة.

السياسة الاقتصادية

اهتم صلاح الدين بتنمية الاقتصاد، فأصلح نظام الضرائب وشجع الزراعة والتجارة. بنى الأسواق والخانات، وحفر الترع والقنوات. كانت مصر في عهده من أغنى دول المنطقة.

العلاقات مع الصليبيين

في الفترة الأولى، عقد صلاح الدين هدناً مع الصليبيين، ركز خلالها على توحيد الجبهة الداخلية. لكنه استغل أي انتهاك صليبي للهدنات لتذكير المسلمين بضرورة الجهاد.

أحداث ما قبل المعركة

في عام 583هـ/1187م، نقض رينالد دي شاتيون الهدنة بمهاجمة قافلة مسلمة. استغل صلاح الدين الفرصة، فجمع جيشاً كبيراً وحاصر قلعة الكرك، ثم التحم مع الصليبيين في معركة حطين الفاصلة.

معركة حطين

في 24 ربيع الآخر 583هـ/4 يوليو 1187م، وقعت المعركة قرب بحيرة طبرية. استخدم صلاح الدين تكتيكات عبقرية، حيث أشعل النار في الأعشاب الجافة لحرمان الصليبيين من الماء. انتهت المعركة بنصر ساحق للمسلمين.

تحرير القدس

بعد حطين، تقدم صلاح الدين لتحرير القدس. حاصرها من 20 سبتمبر إلى 2 أكتوبر 1187م. دخلها في 27 رجب 583هـ/2 أكتوبر 1187م، بعد 88 عاماً من الاحتلال الصليبي، بموقف إنساني رائع.

المعاملة الإنسانية

على عكس الصليبيين عند احتلالهم القدس، عامل صلاح الدين السكان معاملة إنسانية. سمح بفداء الأسرى، وأطلق سراح الفقراء، وحافظ على أماكن العبادة المسيحية. كان موقفاً أخلاقياً فريداً في تاريخ الحروب.

الخسائر الصليبية

~30,000

قتيل وأسير

المناطق المحررة

50+

مدينة وقلعة

الصليبيون الباقون

3 مدن

صور، طرابلس، أنطاكية